الرد على شبهة بعض الغلاة فى اتخاذ السبحة
قال الغلاة فى اتخاذ السبحة ان العقد بالانامل انما يتيسر فى الاذكار القليلة من (المائة) فدون اما اهل الاوراد الكثيرة و الاذكار المتصلة فلو عدوا باصابعهم لدخلهم الغلط واستولى عليهم الشغل بالاصابع و هذه حكمة اتخاذ السبحة.
اقول ليس فى الشرع المطهر اكثر من (المائة) فى عدد الذكر المقيد بحال او زمان او مكان و ما سوى المقيد فهو من الذكر المطلق و الله سبحانه وتعالى يقول ( يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا) الى غيرها من الايات كما فى ال عمران 41 والانفال 45 والاحزاب 35.
فتوظيف الانسان على نفسه ذكرا مقيدا بعدد لم يامر الله به ولا رسوله صلى الله وعليه وسلم هو زيادة على المشروع ونفس المؤمن لا تشبع من الخير و كثرة الدعاء و الذكر وهذا الامر المطلق من فضل الله على عباده فى حدود ما شرعه الله من الادعية و الاذكار المطلقة بلا عدد معين كل حسب طاقته ووسعه وفراغه وشغله وهذا من تيسير الله على عباده ورحمته بهم وانظر :
لما الزم الطرقية انفسهم باعداد لا دليل على تحديدها ولد لهم هذا الاحداث بدعا من اتخاذ السبح و الزام انفسهم بها واتخاذها شعارا و تعليقها فى الاعناق واعتقادات متنوعة فيها رغبا و رهبا و الغلو فى اتخاذها حتى ناءت بحملها الابدان فعلقت بالسقوف و الجدران ووقفت الوقوف على العادين بها وانقسم المتعبدون فى اتخاذها: نوعا وكيفية وزمانا ومكانا وعددا ثم تطورت الى آلة حديدية مصنعة الى اخر ما هنالك مما ياباه الله ورسوله والمؤمنون.
فعلى كل عبد ناصح لنفسه ان يتجرد من الاحداث فى الدين و ان يقصر نفسه على التاسي بخاتم الانبياء و المرسلين وصحابته رضي الله عنهم فدع السبحة يا عبد الله وتاس بنبيك محمد صلى الله وعليه وسلم فى عدد الذكر المقيد ووسيلة العد بالانامل وداوم على ذكر الله كثيرا كثيرا دون التقيد بعدد لم يدل عليه الشرع واحرص على جوامع الذكر وجوامع الدعاء.
تصحيح الدعاء صفحة 196 لشيخ بكر ابو زيد رحمه الله
|