عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05 May 2008, 10:40 AM
أبو عبد الله بلال حرزلاوي أبو عبد الله بلال حرزلاوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
الدولة: الجزائر
المشاركات: 65
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبد الله بلال حرزلاوي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الله بلال حرزلاوي
افتراضي لماذا عنيت جمعية العلماء المسلمين بالرد على الفرق الضالة أكثر من عنايتها بالرد على الإلحاد

لماذا عنيت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
بالرد على الفرق المنحرفة كالطرق الصوفية أكثر
من عنايتها بالرد على الإلحاد , مع وجد الإستعمار الفرنسي؟


هذه شبهة ترد كثيرا على لسان من لم يتضلع بمنهج السلف يجيب عنها
الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله بقوله :(( وإنك لا تبعد إذا قلت :إن لفشو الخرافات و أضاليل الطرق بين الأمة أثرا كبيرا في
فشو الإلحاد بين أبنائها المتعلمين تعلما أوروباويا الجاهلين بحقائق دينهم ,
لأنهم يحملون من الصغر فكرة أن هذه الأضاليل الطرقية هي الدين ,
وأن أهلها هم حملة الدين , فإذا تقدم بهم العلم والعقل لم يستسغها منهم علم ولا عقل ,
فأنكروها حقا وعدلا , وأنكروا معها الدين ظلما و جهلا , و هذه إحدى جنايات الطرقية على الدين.

أرأيت أن القضاء على الطرقية قشاء على الإلحاد فب بعض معانيه وحسم لبعض أسبابه؟!

و قرأت هذه الأيام لكاتب تونسي مقالا ينعى فيه على جمعية العلماء إهمالها لهذه الجهة من جهات الفساد وهي الإلحاد, واعتذر عن علماء جامع الزيتونة بأنهم قعدوا في نواحي الإصلاح التي تخب فيها جمعيو العلماء وتضع – قاموا في حرب الإلحاد بما شكرهم عليه, ولكنه حصر عملهم في هذا السبيل في خطب جمعة ينددون فيها بالإلحاد ويحذرونه , وفات هذا الكاتب الفاضل أن جمعية العلماء لم تسكت عن الإلحاد , بل هاجمته في أمنع معاقله, ونازلته في أضيق ميادينه كما فاته لأن صرعى الإلحاد لا يغشون المساجد,فما تأثير الخطب الجمعية التي تلقى على المصلين؟
وهل يداوي المريض بتحذير الأصحاء من المرض أو أسباب المرض؟
إلا أن العالم المرشد كالطبيب لاينجح في إنقاذ المريض من الموت إلا بغشيان مواقع الموت و مباشرة جراثيم الموت
)) [آثار محمد البشير الإبراهيمي (1/ 132-133)]
.
فالله أكبر ما أقوى المنهج السلفي ! و ما أبخس الأحزاب لقدره !
إذن فمواجهة هؤلاء حماية لديار المسلمين من أن تغتال من تحتها , بجهاد المنافقين الذين يتسللونالصفوف لواذا, قال الله تعالى:
{يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين}[التوبة 83] , قال ابن القيم: ((وكذلك جهاد المنافقين إنما هو تبليغ الحجة..)) إلى أن قال : (( فجهاد المنافقين أصعب من جهاد الكفار , وهو جهاد خواص الأمة وورثة الرسل . والقائمون به أفراد في العالم , والمشاركون فيه والمعاونون عليه - وإن كانوا هم الأقلين عددا-
فهم الأعظمون عند الله قدرا
...))[زاد المعاد(3/5)].
ولما كان هؤلاء منضورين تحت صفوف المسلمين , فإن أمرهم قد يخفى على كثير من الناس, فكان بيان حالهم - لمن ولاء لهم فرض علينا- آكد,
ولذلك قال ابن تيمية: (( وإذا كان إقوام ليسوا منافقين ولكنهم سماعون للمنافقين, قد التبس عليهم أمرهم حتى ظنوا قولهم حقا, وهو مخالف للكتاب,
وصاروا دعاة إلى البدع والمنافقين, كما قال تعالى:
{ لو خرجوا فيكم مازادوكم إلا خبالا و لأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم} [التوبة47] فلا بد من بيان حال هؤلاء, بل الفتنة بحال هؤلاء أعظم , فإن فيهم إيمانا يوجب موالاتهم , وقد دخلوا في بدع من بدع المنافقين التي تفسد الدين , فلا بد من التحذير من تلك البدع , وإن اقتضى ذلك ذكرهم وتعيينهم , بل لولم يكن قد تلقوا تلك البدعة عن منافق لكن قالوها ظانين أنها هدى وأنها خير وأنها دين, ولو لم تكن كذلك لوجب بيان حالهم
)) [مجموع الفتاوى(28/233)].
المصدر: ست ددر من أصول أهل الأثر
للشيخ عبد المالك رمضاني الجائري
يتبع....


التعديل الأخير تم بواسطة أبو نعيم إحسان ; 05 May 2008 الساعة 03:15 PM
رد مع اقتباس